الأسهم الأوروبية تنتعش بفضل تطمينات الاحتياطي الفيدرالي بشأن التضخم

شهدت الأسهم الأوروبية صعودًا ملحوظًا في تعاملات يوم الجمعة، مدعومةً بقوة من قطاعي الطاقة والتجزئة. جاء هذا الارتفاع عقب تصريحات هامة من مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي، والتي أشارت إلى عدم وجود نية قريبة لتضييق السياسة النقدية. هدأت هذه التصريحات المخاوف المتزايدة بشأن ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة، والتي كانت قد أثقلت كاهل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي، وأدت إلى تسجيله خسائر على مدار الأسبوع الماضي.

سجل المؤشر ستوكس 600 ارتفاعًا بنسبة 1.1 بالمئة في جلسة اليوم، مدفوعًا بشكل رئيسي بأداء قوي لقطاعات النفط والغاز، بالإضافة إلى قطاع التجزئة الذي شهد انتعاشًا ملحوظًا.

على الرغم من ذلك، فقد المؤشر القياسي 0.5 بالمئة من قيمته خلال تعاملات الأسبوع الماضي، وذلك في ظل الارتفاع المستمر في أسعار السلع الأولية، وظهور علامات مقلقة تشير إلى تسارع وتيرة التضخم في الاقتصاد الأمريكي. أثارت هذه العوامل مجتمعة مخاوف واسعة النطاق من احتمال قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع من المتوقع، وفقًا لتقارير "رويترز".

إلا أن هذه المعنويات السلبية تبدلت إلى حالة من التفاؤل، وذلك بعد التطمينات التي قدمها مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن سياسته النقدية المستقبلية، وتأكيده على أنه لن يتعجل في تقليص حجم ضخ السيولة النقدية الذي يدعم الأسواق المالية.

وفي حين أن ارتفاع الأسعار لا يمثل مشكلة جوهرية في منطقة اليورو في الوقت الحالي، فقد تأثر المستثمرون بالاتجاه العام في السوق الأمريكية طوال معظم أيام الأسبوع. ومع ذلك، يؤكد المحللون الماليون أن أوروبا لا تزال وجهة جذابة للمستثمرين العالميين الباحثين عن فرص استثمارية واعدة.

وفي هذا السياق، صرح جيفري جيرمين، مدير مجموعة الاستثمار لدى برانديس إنفستمنت بارتنرز، قائلاً: "نحن نراقب عن كثب تقييمات الأسواق، وقد ظلت التقييمات في صالح أوروبا لسنوات عديدة، وذلك لأنها أكثر حساسية من الناحية الاقتصادية." وعلى صعيد الأسهم الفردية، انخفض سهم مجموعة دانون الفرنسية للصناعات الغذائية بنسبة طفيفة بلغت 0.3 بالمئة، وذلك بعد أن خفض بنك جولدمان ساكس توصيته للسهم إلى "بيع"، مشيرًا إلى أن العوامل الديموغرافية السلبية، وخاصة في الصين، تضغط على أنشطتها في مجال الأغذية المتخصصة.

كما انخفض سهم أتلانتيا بنسبة 0.2 بالمئة بعد أن أعلنت مجموعة البنية التحتية الإيطالية عن تسجيل خسارة صافية في الربع الأول من العام الحالي، وأكدت أنها ستتخذ قرارًا نهائيًا بشأن بيع حصتها في وحدة الطرق السريعة أوتوستريد بحلول 11 يونيو القادم.